د. تيسير عماري
هل يكفي التصدي العسكري لمحاربة الارهاب أم يجب ان يواكبه التصدي الفكري لأن الارهاب فكر يحارب بفكر مضاد عن طريق المناهج المدرسية منذ الصفوف الاولى وعن طريق الوعظ والارشاد ورجال الدين والافتاء والاعلام وغيرها.
لا يحارب الفكر التكفيري إلا بالفكر التنويري فعلينا ان نعترف أننا بحاجة لثورة فكرية تعليمية وثقافية لتربية اجيال جديدة متنورة حضارية تؤمن بالتسامح والمحبة واحترام الآخرين والقوانين والحوار والحرية تحارب خطاب الكراهية والعنف.
لكن هناك أمر مهم وهو تحسين الظروف الاجتماعية وتقليل المظالم على الناس والتغلب على عناصر الشكوى لدى المجتمع من فقر وبطالة والانتباه الى الشباب لكي لا يقعوا في الاحباط واليأس فيتجهون الى التطرف والمخدرات والفوضى وعلينا ان نعترف ان الفساد والمحسوبية والفقر والبطالة وغياب المعلومة الشفافة وتغول السلطات على بعضها واحساس عامة الناس بالتهميش وغيرها من الاسباب تحتاج الى جدية في المراجعة والحلول وان لا نختبئ وراء الشعارات والتي غالبيتها لا تطبق على ارض الواقع مما تزيد من الاحباط العام وفقدان الثقة العامة في مؤسسات الدولة.
75% في المجتمع الاردني هم من الشباب عدم وضع حلول لهم حتى لا تسد طريق الامل أمامهم يلجأ البعض منهم الى التطرف والالتحاق بالمجموعات الارهابية والبعض يلجأ الى المخدرات والبعض الآخر الى الفوضى.
من لا يعترف بهذه الحقائق عن قصد او جهل يساهم في تدمير المجتمع ويضع العراقيل امام تقدمه.
ترحيل المشاكل والحلول والاكتفاء بالشعار دون التطبيق العملي أوصلنا الى ما وصلنا اليه.
تتعاقب الحكومات وفي كل مرة تذهب حكومة وتأتي جديدة لنكتشف ان المديونية قد زادت كذلك عجز الموازنة ونسب الفقر والبطالة وتزداد معاناة الناس المعيشية وتعاطي المخدرات والمشاكل الاجتماعية وغيرها كذلك الحال ينطبق على مجالس النواب اذا أين الخلل؟.
نتحدث عن الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها ونتحدث عن الاوراق النقاشية الملكية وهي متقدمة فكرياً عن كل المنظرين ولكن وهنا نضع عدة خطوط تحت كلمة ولكن بلا تطبيق على ارض الواقع اليست الحكومات المتعاقبة ومجالس النواب هي المسؤولة عن تطبيق الافكار الملكية المتقدمة متى نبدأ الخطوة الأولى هذا هو السؤال.